
ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: أفادت صحيفة "معاريف" العبرية بأنّ الدوائر السياسية لدى الاحتلال استغرقت وقتاً طويلاً للرد على تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي أعلن فيه أنّ أنصار الله في اليمن لم يعودوا راغبين في القتال ضد الولايات المتحدة، كما عبّر عن ثقته بكلامهم وأمر بوقف الهجمات الأميركية ضدهم.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الرد الإسرائيلي الرسمي تأخر، وعندما جاء كان غير رسمي، ونُقل عن مصدر مجهول قوله: "لم نكن نعلم، ترامب فاجأنا".
وفي سياق متصل، أوردت معاريف أن الصمت الرسمي الإسرائيلي حيال تصريحات ترامب مثير للقلق، ويعكس اضطراباً واضحاً في قنوات الاتصال بين مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي والرئيس الأميركي. ووفقاً لتقدير المصدر نفسه، فإن لم يكن أحد في مكتب نتنياهو مستعداً لتحوّل من هذا النوع في المشهد الإقليمي، فذلك يشير إلى خلل خطير في التنسيق بين الطرفين.
وفي قراءة أوسع للمشهد، رأت الصحيفة أن قيام واشنطن بعقد اتفاق مع أنصار الله دون إبلاغ "إسرائيل"، التي تعرضت حتى اليوم لهجمات صاروخية من اليمن، يُعد مؤشراً على تراجع الثقة والتنسيق بين الحليفين، رغم ما يردده نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر (الكابينت).
وتتابع معاريف، أن هناك من يعتقد أن على الرأي العام الإسرائيلي ألا يصدق هذه المزاعم بالدهشة، إذ من الصعب تصور أن بنيامين نتنياهو، السياسي المحنّك صاحب التجربة الطويلة في الساحة الدولية، قد تفاجأ فعلاً بقرار ترامب. وتضيف الصحيفة أن نتنياهو رجل واقعي، لا يعيش في أوهام، لكنه غالباً ما يبيع هذه الأوهام للآخرين بما يخدم مصلحته السياسية.
وتؤكد معاريف أن نتنياهو يدرك تماماً حقيقة الموقف الأميركي، وأنّ شعار ترامب "أميركا أولاً" يعني ببساطة أنّ كل الآخرين – بما فيهم إسرائيل – يأتون في المرتبة الثانية. وتتابع: "من لم يدرك ذلك ودأب على تصديق الوهم، سيدفع الثمن في نهاية المطاف".
وترى الصحيفة أن أوساطاً واسعة في اليمين الإسرائيلي ما زالت أسيرة لهذا الوهم، مثلما كانت قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، حين أقنعت نفسها بأن ترامب في "جيب إسرائيل"، وفي جيب نتنياهو تحديداً، وأنه يمكن التلاعب به وفق الأجندة الإسرائيلية سواء في ما يتعلق بإيران أو اليمن.
وتضيف "معاريف": "كل من لا يزال يؤمن بهذا السيناريو، ويضع خططه السياسية على أساسه، يرتكب خطيئة الغرور – الهيبريس – التي حذّرت منها الأساطير الإغريقية، والتي دفع إيكاروس ثمنها عندما حلق بأجنحة الشمع قريباً من الشمس".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا